
هكذا ومن خلال الآيات السابقة كشف الله فئات متعددة ومتنوعة من فئات النفاق، من المنافقين، من المنافقين، فئات متنوعة متعددة، وأسباب متعددة توصل إلى النفاق وتسبب النفاق، فالمنافقون ولو أنهم فئات متعددة ومستويات متعددة في مستوى النفاق، يعني هناك منافقين مردة على النفاق، هناك منافقين أخف أخف شويه منهم، منافق بداع بدأ خطوته الأولى في طريق النفاق، وهكذا المنافقون فئات ومستويات متعددة، لكن مع هذا هناك صفات تجمع كل المنافقين، صفات ومنطلقات ومشتركات، قواسم مشتركة ـ مثلما يقولون ـ قواسم مشتركة، صفات تجمع كل فئات النفاق في كل زمان وفي كل مكان وفي كل عصر، فما هي هذه الصفات؟.
1 ـ بعضهم من بعض
يقول الله: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} المنافقون ومع المنافقين المنافقات؛ لأن النفاق ليس خاصاً بالرجال، هناك أيضاً منافقات مع المنافقين نساء منافقة مثلما هناك منافقين تشتغل في طريق النفاق مثلما حال الرجال المنافقين، تخذل تثبط تفرق ترجف تسيء، تشتغل ضد المؤمنين، تتحرك لصالح أعداء الإسلام وهكذا.
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} طبيعة واحدة، منشأ واحد، توجه عام واحد، ومئال ومنتهى واحد، ويا له من منتهى ما أسوئه، ما أسوئه من منتهى، ما أسوئها من عاقبة. {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ} في كل زمن في كل عصر في كل بلد في كل مكان {بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} طبيعتهم هذه ومسارهم الواحد وقواسمهم المشتركة هي: {يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ}.
2 ـ يأمرون بالمنكر
يفترض بالإنسان المسلم حقاً أن يأمر بالمعروف، عندما يأمر عندما يحاول أن يقنع الأخرين أو يدفعهم إلى شيء أو يؤثر عليهم بشيء في المعروف في الحق في الخير، فيما هو طاعة لله، فيما هو يرضي الله سبحانه وتعالى.. أما هم، أما المنافقين فشغلهم بالمقلوب فيما يأمرون الأخرين به، ويحاولون إقناع الأخرين بفعله، ودفع الأخرين إليه، المنكر، المنكر، فيما هو عصيان لله سبحانه وتعالى، فيما هو لا ينسجم مع الإسلام، لا ينسجم مع الإيمان.. فهم حملة المنكر، حملة رايته ودعاته والعاملين على دفع الناس فيه، والتأثير على الناس به، والتأثير على الناس لتقبله. والمنكر دائرة واسعة يشمل كل ما هو عصيان لله سبحانه وتعالى، كل ما هو مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى، كل ما هو سيء، كل ما هو شر، كل ما هو فساد، كله يطلق عليه منكر، منكر تنكره الفطرة التي فطر الله الناس عليها التي تنسجم مع الدين والخير والحق.. فهم نشطون، نشطون في الدعوة
اقراء المزيد